
أوقعت سلسلة هجمات ضربت أمس الاثنين مناطق عراقية عدة، أكبر عدد من الضحايا خلال ثلاثة أشهر في البلاد، وتسببت في اندلاع أعمال العنف على خلفيات مذهبية في محافظة ديالى، شرقي العاصمة بغداد.
واستشهد 32 شخصاً على الأقل الاثنين في الاعتداءات في العراق، شملت هجوماً على المركز التجاري في بغداد تبناه تنظيم داعش والتفجيرات في مقهى شمال شرق العاصمة. حيث استشهد 12 شخصاً على الأقل في الهجوم الاول، حين فجر مسلحون سيارة مفخخة واطلقوا النار في منطقة مكتظة واحتجزوا الرهائن في المركز التجاري شرق بغداد، فيما استشهد 20 شخصاً في تفجيرات في بلدة المقدادية بمحافظة ديالى.
وأعلن مسؤول أمني عراقي انتهاء الهجوم على المركز التجاري في حي بغداد الجديدة شرق العاصمة، مؤكداً أن القوات الأمنية تسيطر على الوضع بالكامل.
وأكد مسؤول في المستشفى حصيلة القتلى مشيراً إلى أن 36 شخصاً أصيبوا أيضاً بجروح في الهجوم.
وكان مسؤول في الشرطة قال في وقت سابق: "إنهم داخل مول زهرة بغداد، وعندما اقترب عناصر الشرطة بشكل كبير قاموا بقتل ثلاثة من الرهائن".
والمركز التجاري مؤلف من أربع أو خمس طبقات، ويقع في حي بغداد الجديدة التجاري الذي يعج بالحركة، حيث تقيم غالبية من الشيعة في الطرف الشرقي للعاصمة.
وأشار مصدر رفض الكشف عن هويته في وزارة الداخلية، إلى أن عدداً غير محدد من المسلحين فتحوا النار في الشارع بعد تفجير سيارة مفخخة، ووقع تبادل اطلاق نار لفترة وجيزة بينهم وبين قوات الأمن، قبل أن يقتحموا المركز التجاري.
وأفادت الشرطة أن قوات مكافحة الإرهاب في أجهزة الاستخبارات حضرت إلى المكان، فيما تمركز قناصة النخبة في مبان حول المركز.
وفي وقت لاحق، أعلن العميد سعد معن الناطق باسم قيادة عمليات بغداد أن الهجوم انتهى، وأن القوات الأمنية "تسيطر بشكل كامل على الوضع".
وقال: "هناك انتشار أمني كبير في محيط موقع الهجوم. ولقد أغلقت أبرز الطرقات في هذه المنطقة من بغداد". مشيراً إلى مقتل المسلحين و"تحرير الرهائن".
وفي هجوم آخر، استشهد 20 شخصاً وأصيب عشرات، في تفجيرات وقعت في المقدادية شمال شرق بغداد، كما قال مسؤولون أمنيون.
وانفجرت قنبلة في مقهى، فيما فجر انتحاري سيارة مفخخة بعدما تجمع أشخاص في المكان، كما قال مسؤولون في الجيش والشرطة.
ولم تتبن أي جهة الهجوم في المقدادية، لكن التفجيرات الانتحارية غالباً ما تكون من تنفيذ مجموعات متشددة في العراق بما يشمل تنظيم داعش.
وتبنى تنظيم داعش أمس عملية احتجاز الرهائن، مشيراً إلى أن "انغماسيين" قاموا بتنفيذها مستهدفين "الرافضة"، في إشارة إلى الطائفة الشيعية.
وجاء في بيان صادر عن "داعش - ولاية بغداد"، نشر على حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي "انطلق أربعة من جنود الخلافة لتنفيذ عملية انغماسية وسط تجمع للرافضة المشركين في وسط بغداد، تمكن ثلاثة منهم من الانغماس وسط تجمع كبير وأحدثوا فيهم مقتلة عظيمة".
وتابع البيان: "بعد قدوم قوة إسناد للمرتدين، فجر استشهادي سيارته المفخخة عليهم، فقتل منهم وأصاب قرابة التسعين". وتوعد بيان التنظيم الجهادي بان "القادم أدهى وأمر" في العراق.
والانغماسيون لدى الجهاديين، هم المسلحون الذين يدخلون بين الحشود أوخلف خطوط العدو، ويكونون مستعدين لتفجير أنفسهم في أي لحظة.
وشهدت دول في المنطقة وفي الغرب خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة عمليات استهدفت مدنيين تبناها التنظيم الإرهابي.
المصدر: وكالات الانباء