العملية البرية السعودية التركية في سوريا.. ستسبب مشاكلا كبيرة للناتو

من المرجح أن تقوم كل من السعودية و تركيا بإرسال قوات برية إلى سوريا و ذلك بدعم أمريكي. ولكن في حال اطلاق هذه الحملة فإن الهدف الرئيس منها ليس محاربة داعش وإنما محاولة لايقاف موسكو ودمشق في حملتهما في القضاء على ممولي الإرهابيين الأجانب في سوريا.
إن داعش هي الذريعة التي تتحج يها الولايات المتحدة و حلفائها الإقليميين للقيام بعملياتهم في المنطقة والتي تهدف إلى تحدي وإفقاد روسيا وسوريا المكاسب المادية على أرض المعركة أو بأقل التقدير تزويد الحصون المنيعه لوكلائها على الأرض السورية للاحتماء بها.
انتشرت الشائعات في اﻷونة اﻷخيرة عن أن أنقرة تخطط للقيام بتدخل عسكري محدود في الشمال السوري، وفي وقت سابق من هذا الإسبوع نشرت وزارة الدفاع الروسية صورا تظهر تحضيرات للقوات التركية لهذه العملية، بالإضافة إلى إعلان السعودية جهوزيتها للمشاركة في الحملة البرية في سوريا للمساعدة في الجهود المبذولة في القضاء على داعش.
هذه النشاطات العسكرية تبين الحقائق على الأرض إذ استطاعت القوات السورية بمساندة الطيران الحربي الروسي من طرد داعش و التنظيمات المسلحة من المناطق المهمة، أخذين بعين الاعتبار أن تركيا والسعودية هما الصانعين الأساسيين لتنظيم داعش والداعمين الرئيسيين للتنظيم من حيث الدعم المادي واللوجستي لعملياتهم في العراق وسوريا.
من هذا المنظور يتوضح لنا رغبة أنقرة والرياض المفاجئة في زيادة حدة الصراع في سوريا لها علاقة مباشرة في إنقاذ وكيل الإرهابيين الغربي قبل أن يتم اجتثاثهم وطردهم بشكل كامل من المنطقة.
ويبدو إن هناك سيناريوهين للمرحلة القادمة، الأول وهو اﻷفضل، ويتمثل بأن تتمكن دمشق من إعادة الآمان والسلام على نطاق واسع من أراضيها وسط تأجج الغليان مع تركيا والسعودية، إذ أن مملكة النفط سيثقل كاهلها بالعمليات الجارية في اليمن والذي أنكرها العديد من البلدان باعتبارها كارثة انسانية بينما تركيا سيكون عليها مواجهة اﻷكراد في بلادها.
أما السيناريو اﻷسوأ فأنه ينطوي على توغل قوات الناتو في الشمال السوري والذي سيواجه من قبل القوات السورية وبالتالي إستنزاف القوى الجوية و القوات البرية لتركيا والسعودية، و مع عظمة المعدات العسكرية التركية والسعودية المنتجة في الولايات المتحدة وأوروبا، فإن هذا بدوره سيؤدي إلى مزيد من إضعاف وهم التفوق العسكري الغربي على الساحة العالمية.

وكالات الانباء