
تمكنت قوات الجيش العربي السوري وحلفائها، من استعادة السيطرة الكاملة على بلدة العيس وتلتها الاستراتيجية، بعد ساعات من سيطرة "جبهة النصرة" و"لواء جند الأقصى" عليها في الريف الجنوبي لمحافظة حلب شمالي سوريا.
ونفذت قوات الجيش السوري هجوماً مباغتاً على المواقع التي سيطرت عليها مجموعات من جبهة النصرة ولواء جند الأقصى داخل بلدة العيس والتلال المجاورة لها، حيث تمكنت من الالتفاف على عناصر الفصائل الإسلامية من جهة بلدة الحاضر، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين وسط قصف جوي ما خلف خسائر كبيرة في صفوف عناصر جبهة النصرة.
المعارك أجبرت عناصر جبهة النصرة على الانسحاب من تلة العيس وبلدتها وتلة السيرتيل، لتستعيد بذلك قوات الجيش السوري السيطرة على كامل النقاط التي كانت انسحبت منها أمام الهجوم الإرهابي الكثيف الذي نفذته الفصائل المتشددة. إضافة إلى أن المنطقة كان من المفروض أنها "تحت الهدنة" المتفق عليها، ما دفع الجيش السوري وحلفاؤه لإنهاء الهدنة في المنطقة.
وبعد الهجوم في ريف حلب، أعلن الجيش السوري وحلفاؤه أن الهجوم الذي شنته الجماعات المسلحة على تلة العيس في ريف حلب الجنوبي، كان من طرف جيش الفتح، المؤلف من الجماعات المسلحة الارهابية المتواجدة في حلب و إدلب".
وقال البيان إنه "بناء عليه، تعتبر الجماعات المسلحة في حلب وإدلب مسؤولة عن نقض هدنة وقف إطلاق النار". وأضاف: "على هذا الأساس تكون قيادات تلك الجماعات المسلحة قد رمت بعرض الحائط جمیع بنود الهدنة".
وأكد الجيش وحلفاؤه أنه "بناء على الحق الطبيعي للجيش العربي السوري بالرد على هذا النقض الفاضح للهدنة المعلنة، فإنه ابتداء من تاريخ 08 اذار/مارس 2016، ستعاود القوات السورية العمليات في جميع جبهات حلب بالرد الفوري بما تراه مناسباً على أي خرق يطال كل الجبهات".
وعلى جبهة مدينة حلب، تحدثت مصادر في وحدات حماية الشعب الكردية في حي الشيخ مقصود ذو الغالبية السكانية الكردية بمدينة حلب شمالي سويا، أن الفصائل المسلحة قصفت الحي بقذائف تحوي مواد كيماوية.
وفي بيان نشرته مساء الثلاثاء، قال قيادة الوحدات: "اليوم 8 آذار 2016 الساعة 15.00 حدث قصف بقذائف تحمل مواد كيماوية يعتقد أنها مادة الفسفور ذات اللون الأصفر على حي الشيخ مقصود في حلب".
كما أكد البيان، أن القصف جاء "من قبل فصائل (حركة أحرار الشام الإسلامية، الجبهة الشامية، لواء السلطان مراد، كتائب السلطان فاتح، كتائب استقم كما أمرت، كتائب نور الدين زنكي، اللواء 13، الفوج الأول، الكتيبة 116، وكتائب أبو عمارة)"، مشيرة أن "القصف مستمر".
وفي ذات السياق، اندلعت مساء أمس الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين ميليشيا السلطان مراد وتنظيم نور الدين الزنكي، في خلاف واضخ بين الفصائل الإرهابية في حلب على السيطرة على المقرات وتقاسم سرقات، ما أوقع عدداً من القتلى بين الطرفين، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تتبع لتلك الميليشيات في حلب.
وفي سياق متصل، نفذ الجيش العربي السوري هجوماً مباغتاً على مواقع تنظيم داعش في محيط مدينة تدمر وبلدة القريتين في ريف حمص الشرقي، أفضى للسيطرة على بلدة المحسّة، فيما وصف مصدر عسكري التقدم باتجاه تدمر والقريتين بالبطيء والحذر نظراً لسيطرة عناصر تنظيم داعش على المرتفعات، بينما تداول ناشطون معلومات عن سيطرة الجيش السوري على قلعة تدمر، دون التمكّن من التأكد من المعلومة.
وكالات الانباء