لداعش "دير الزور": الفرات من خلفكم و"الحرس" من أمامكم .. أين المفر؟
Google+
Facebook
Vkontakte
Odnoklassniki

استعجل تنظيم داعش بالرد على "الخرق الإنساني" الذي حققته وحدات الجيش السوري بالتعاون مع حليفها الروسي، عندما قامت الجمعة بإرسال 22 طن من المواد الإغاثية المستعجلة إلى مدينة دير الزور، التي دخلت عامها الثاني في الحصار الخانق الذي نفّذه التنظيم الإرهابي بحق أكثر من 300 ألف مواطن سوري في المدينة. فهاجم اليوم السبت مباشرةً أطراف المدينة من أربعة محاور كان أبرزها على جبهة "البغيلية" المطلة على نهر الفرات، حيث نفّذ التنظيم عملية تسلل على مرحلتين، تصدى الجيش للأولى بينما تمكن "انغماسيو" التنظيم من دخول حي البغيلية وارتكاب مجزرة فظيعة بحق أبنائها من النساء والأطفال والرجال.
هجوم تنظيم داعش على دير الزور، لا يمكن وضعه حتى اللحظة إلا في سياق واحد، مفاده أن التنظيم تفاجأ أمس بحجم التحدي الذي استحضرته القوات السورية - الروسية عندما أسقطت عبر طائرة "يوشن" 22 طن من المواد الغذائية والطبية الضرورية، والتي على مايبدو اعتبرها التنظيم صفعة موجعة وجّهت له بعد أن راهن لعامين تقريباً على "سياسة التجويع" كسبيل وحيد بعد فشله في تحقيق أي تقدّم عبر عشرات الهجمات التي كانت بمعظمها انتحارية وباءت جميعها بالفشل، فقد فشلت في تركيع هذا الشعب الذي طالما كانت رسائله القادمة من بين الدمار ورائحة الموت، تقول "نحن مع الدولة السورية فقط ولا بديل لنا عنها".
السبت، ارتكب تنظيم داعش مجزرة مؤلمة بحق أهالي المدينة، والحصيلة المبدئية تتحدث عن أكثر من 200 شهيد، ارتكبها بعد إدخاله 30 انتحاري إلى الحي وأرفقهم بهجوم متعدد المحاور تم صدّهم جميعاً، إلا أن الانتحاريين الـ30 الذي دخلوا الحي، تمكنوا من "إعدام" مَن ظهر بوجههم من نساء وأطفال ومسنين، إضافة إلى 20 شاب من قوات الدفاع الوطني الموكل إليهم مهمة حماية منطقتهم، والذين بدورهم لعبوا دور كبير في صد هجوم داعش في المرحلة الأولى، ما دفع التنظيم للانتقام لخسائره الكبيرة بإعدام عناصر القوات الشعبية مع عائلاتهم وأطفالهم.
الجيش السوري الذي لم ينسحب من الحي، حافظ على خطوطه الدفاعية باتجاه قلب المدينة، بانتظار اكتمال عدد وعديد الهجوم المعاكس الذي على مايبدو قد بدأ الآن "مساء السبت"، ما يدفعنا للعودة بالذاكرة إلى الهجوم الذي نفذه تنظيم داعش على مدينة الحسكة، والذي تمكن الجيش حينها في حصر الاشتباكات بأحياء محددة أفضت المعارك حينها بالقضاء على جميع المتسللين. اليوم "المعارك في دير الزور تُعيد نفسها"، فالجيش يملك داخل المدينة ثلاث قواعد عسكرية "متينة"، هي اللواء 137 غرب المدينة، وله معسكر الطلائع جنوب المدينة، إضافةً إلى قوات المطار العسكري والتي باتت متمرسة على قتال داعش بشكل خاص نظراً للخبرة التي جمعتها عن هذا التنظيم وحولت محيط مطار دير الزور إلى مقبرة جماعية له، "والتي بالمناسبة هي من اقتحمت مواقع التنظيم في مدينة الحسكة إبان الهجوم الأخير عليها".
وكونه من المعلوم أن حي البغيلية الذي تعرض لمجزرة بشعة يقع على ضفاف نهر الفرات، فهذا يؤدي إلى فهم فكرة أساسية الآن، أن العناصر "المنغمسة" في الحي لا تستطيع العودة إلى قواعدها في حال شن الجيش السوري عملية معاكسة لاسترجاع النقاط التي سيطر عليها التنظيم في الحي، فنهر الفرات شتاءً مشهور بمنسوبه العالي وخاصة فترة الليل، وبالتالي فإن العناصر المهاجمة باتت محاصرة داخل الحي إلا إذا حاولت الانتحار بين موجات الفرات، فخطوط الدفاع التابعة للجيش على مداخل المدينة محصنة ولايمكن خرقها، وبات على عناصر التنظيم القتال حتى الموت، وكونهم "انغماسيون" هذا يؤكد نهاية حتمية لهم في مواقع تحصنهم.
حتى اللحظة، المعلومات القادمة من دير الزور تقول بأن وحدات الحرس الجمهوري باتت جاهزة للاقتحام واسترجاع الحي، وبالتالي فإن أمام داعش المطوّقة في حي البغيلية خيارين، اما الهروب عبر نهر الفرات و هو "الانتحار" او مهاجمة قوات الحرس الجمهوري "المتمرسة" علي قتالهم و لها صولات و جولات في مواجهتهم. و هو الانتحار الاخر فأي انتحار سيختارون؟.
المصدر: وكالات الانباء